قصيدة يا ليل
(يَا لَيْلً) (بحرالرجز)
يَا لَيْل قَدْ ضَاقَتْ بَـيْ الأَمْصَارِ وَالقَلْبُ قَدْ عَبَثَتْ بِهِ الفُجَّـارِ
للهِ أَشْكُـو طَعْنَـةً وَرَصَاصَـةً طَرَقَتْ فُؤَادِي مِثْلَمَا الإعْصَارِ
أَنْتِ الأُنْـسَ بِوِحْدَتِي وَمُصِيبَتِي أَنْتِ المُزِيْلَ لِكُرْبَتِـي أَخْتَـارُ
كَـأنَّ الفُـؤَادَ بِحُبِّهَـا يَتَطَيَّـبُ لَكِنَّمَا غَدَرَتْ بِـهِ الأَشْـرَارِ
عَانَتْ وُحُوْشُ الجَهْلَ فِي أَحْشَائِهِ حَتَّى رَمُوهُ بِجَهْلِهِـم كَحصارُ
أَمْضِي نَهَـارِي كَاليَتِيـمِ مُقَيَّـدَاً فِي الأَسْرِ مَكْسُورَ الجَبِينِ أَحَارُ
تِلْكَ العُيُـونُ سَـوَادَهَـا لا أَنَّـهُ مِنْ رِمْشِهَا زَهْوَ الرِّيَاضِ يَغَارُ
تِلْكَ الشِّفَاهُ لِحَمْرِهَا أَحْنُو هَـوَى صُبْحَاً عَشِيَّاً لَوْنُهَـا أَسْـرَارُ
تِلْكَ الخُدُودُ تَـوَرَّدَتْ بِزَهْوِهَـا لَوْنُ البَنَفْسِـجَ لِلْحَلَـى زُوَّارِ
تِلْكَ الأَنَامِلُ سِحْرَهَا وَجَمَالَهَـا سَكَنَ الفُؤَادَ تَرُومَهُ الأَبْصَـارِ
حُزْنٌ أَعِيشُ لِفَقْدِ حُبِّـي تَائِهَـاً أَعْزُو ضَيَاعِي بِالبُكَى أَتَصَبَّرُ
تُرْثِيْكِ نَفْسِي يَا حَبِيبَتِي تَفَجُّعَـاً تَرْجُو لِقَاءَكَ طَيْفَكَ تَتَصَـوَّرُ
حُسَّادُنَا كَثُرَتْ تُبَارِكَ لَوْعَتِـي للهِ أَشْكُـو كُلَّمَـا أَتَـذَكَّــرُ
مُتَمَنِّيَاً فَجْرَ السَّعَـادَةَ حَالِمَـاً بِلِقَاءِ رُوْحِي تُشْـرِقُ الأَنْـوَارُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ح/علي//2531//6/5/2005
صور/لبنان//9/4/2008
تعليقات
إرسال تعليق