ديوان الحب
قصائد دواوين واشعار فلسطينية منوعه
المقدمة
الشعر طاقة متحركة، لا تجد بأي شكل نهائي، فبالأحرى ألا تحدّ بأي وزن مفروض. وبالإضافة إلى ذلك كله فهذا الديوان يضمّ شعراً لا يخدم مذهباً ولا عقيدة ولا دولة ولا شخصاً، ومع ذلك وبفضله هو وحده، مَجَدْنَا الشعر. وبعد... فالديوان... وبسبب هذا كله، هو إحياء الشعر العربي.
وهذا الديوان لا يملأ هذا الفراغ في مصادرنا الشعرية فسحب، وإنما يملأ أيضاً فراغاً فنياً. إنه متحف للشعر العربي مختصر وجامع. فالشعر العربي يحتاج كغيره إلى إعادات نظر دائمة في ضوء الحاضر. والديوان دليل تراثي على أن الشعر الباقي ليس الشعر الذي يعلّم أو يكون صدى للظروف والأوضاع الخارجية، وأن الأهمية الأولى في الشعر ليست في مراعاة الأصول النظمية وإنما هي في الاستسلام لجموح الموهبة وهواها، وترك التجربة تأخذ الشكل الذي يلائمها، بعفوية ودون قيد مسبق من أي نوع كان.
الاديب/ابراهيم صقر ابو عمشة
بيت حانون/ فلسطين//1/9/2011
تقديم
انه محيط من الاخلاق والايمان ، وبحر من الصبر والحكمة ، ونهر من العلم والمعرفة ، انه الفيلسوف ابراهيم صقر ابو عمشة
الدكتور محمد عاطف غيث
جامعة بيروت العربية
بيروت/ لبنان//3/11/1973
تقديم
هذه الباقة من القصائد الشعرية هي النتاج من مكنونات الشاعر الذي عاش في الغربة عن وطنه وعن أهله. لقد حملها من طاقاته الأدبية التي امتزجت فيها العاطفة الجياشه والعشق الروحاني لمحبوبته التي لا أعرف إذا ما كانت حقيقية أو شخصية من محض الخيال مع عشقه الصادق وإنتمائه لوطنه وحنينه وأمنياته بالرجوع إليه .
أمنياتي له بالتوفيق
الأستاذة شاديه محمود محمد دحبور
بيت حانون/غزة/فلسطين//8/7/2011
تقديم
بعد الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الغر الميامين وأوليائه الصالحين، أتقدم إليكم برأيي عن هذا الديوان ( الحب ) ببعض الكلمات المقتضبة، والذي كلفني بتنقيحه والتعليق عليه الصديق ورفيق الدرب، فأستطيع أن أسميه شاعر الثورة والدرب الطويل لما يمتاز به من الصبر والحكمة في البحث والتقصي عن الكلمة المناسبة، قبل أن يكون شاعر، فهو فيلسوف، فشعره يمتاز بالطابع السياسي ضمن إطار تراث حضاري متجدد ومتطور، علماً أنني عرفته منذ الطفولة، فلم أشاهده لمرة واحدة مبتسماً، ولكنه كان يدعو إلى التفاؤل، كما أنني عرفته كان ملتزماً بالقومية كمبدأ وإلى الدين كشرع، وهذا مما أصبغه حالة خاصة ومتميزة بين أقرانه، ومما جعله فيلسوفاً وفارساً متقدماً، كما أن له عالمه الخاص.
قد فرحت إليه بهذا التقدم المفاجئ وليس المفاجئ الذي يعتبر تطور مميز وفريد في عالمه الخاص بأدبياته التي كانت كامنة وتسير في مجرى الدم في حياته، ولكن عمله الخاص كان لا يسمح له البوح بهذه الكنوز الثمينة في تلك الفترة من حياته، وخاصة كان على صراع سياسي محتدم ولا زال مع قادة ورؤساء وزعماء، لأن عقليته القروية المتحضرة علمته الصبر والحكمة والنفس الطويل، ومن هنا كان لا يفرق ما بين الربح والخسارة ويعتبر أن الخسارة مقدمة إلى الربح الأكبر في زمن تصارع الأضداد وتقلب النفوس والجريان نحو المصلحة الخاصة، وترك الشعب والأمة في دوامة المستحيل لا تمييز بين التصحيح والخطأ، وهذا ما جعلنا أن نفقد بوصلة الاتجاه وكانت النتيجة خسرنا حروباً كثيرة في عام ( 1948-1956 – 1967 – 1973 ) وانهزمنا في مؤتمرات وجولات سياسية عديدة، كاتفاقية كامب ديفيد وغيرها من الاتفاقيات، الذي صدر له كتاب وثائقي تحت عنوان ( كامب ديفيد أعلى مراحل التآمر ) عن طريق دراسات القطاع الغربي في لبنان عام 1979، ومن هنا التزم أديبنا بالعمل السياسي والعمل التوثيقي والأدب والشعر السياسي الاجتماعي الهجائي دون خوف لأن المصلحة العامة فوق الخاصة، فنحن كشعب وأمة بحاجة ماسة إليها في هذه المرحلة الصعبة من تذويب اللغة العربية والتراث وتبني وانتهاج أدبيات غربية بعيدة عن واقعنا العربي والإسلامي سعياً لتشتيت وإنهاء القومية كمبدأ والابتعاد عن الإسلام الذي يربطنا بها كدين وثقافة وحضارة متقدمة على جميع الأديان والحضارات الغربية وغيرها.
نحن بحاجة ماسة في هذا العصر من التكنولوجيا وتعدد أوجهها بتنويع أدبياتنا للحد من الصراع السياسي والحصار الفكري والاقتصادي المحتدم والمتفجر والذي يزداد تطوراً ضد حرية الإنسان وتقدمه الفكري والاجتماعي وانتهاجه أساليب إرهابية عصرية مختلفة ومتعددة ومتطورة لتسيير طاقات الإنسانية وحصرها لصالح الإمبريالية ويهود العالم.
في هذا العصر من التقدم يعتبر ديوان الحب عنصر حيوي جديد يعبر عن الفرحة والتفاؤل وإدامة الابتسامة على وجوه شبابنا الغر الميامين، وبفلسفة شاعرنا المتحضر أن الحب الملتزم يعتبر هو الخطوة الأولى المتقدمة في عالم التحرر للإنسانية وانبعاث فكر حضاري جديد متنامي لتهدئة الصراع المحتدم وخطوة متقدمة في طريق حرية الفرد كمقدمة لحرية الكلمة، علماً أنه شاعر ملتزم يمتاز بالتواضع فلا يخشى في الله لومة لائم، فقد لاحظت من خلال دراستي لأدبياته وأشعاره الغزلية تميزاً مهماً تطرق فيها إلى الجانب النفسي الاجتماعي التي تبين فيها أنه يربطه فيها بقوة العاطفة والتمسك المبدئي الشديد بمفهوم المحبة، ويقيس هذه الحالة على الحبيبة رفيقة الدرب أخذاً في الاعتبار الحالة النفسي الخاصة التي تحيط بها، والعمل على مساعدتها على أن تكون قوة حيوية وفعالة منتجة في عالمنا المتقدم في حركية الحياة اليومية مساهمة في تنظيم وتطوير المجتمع والتغيير إلى الأفضل مختصراً مراحل الزمن وسنين العمر.
أما الأسلوب الهجائي الذي كان عنده فائقاً يأخذ طابعاً سياسياً عبر مراحل سياسية مختلفة من الزمن، فكان هذا الأسلوب قوة الأسد حين ينقض على فريسته ويستعمل الكلمات المناسبة كأنها خنجر في صدر المنحرفين بعد محاولة وجدت صدق ما عبر به عن قصائده، حتى تعبر عن المرامي الكامنة والجاثمة على صدر العقود الماضية، والحد من حركية الحياة وتفاؤل وتفاعل الشعب والأمة، ويقلبها القارئ فلا يمل من قراءتها، فقد كان في قصائده وأدبياته وطرحه السياسي محاوراً شجاعاً وخاصة في عملية إدارة الحوار والصراع السياسي القائم وتخيله بصورة تتناسب مع المفهوم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي ( المحلي، الإقليمي، الدولي ) فأصبحت سياسته وأدبياته وأشعاره فلسفة قائمة تشكل مفهوماً ومنهلاً ومنطلقاً سياسياً وفكرياً في إطار مفهوم متنامي متقدم، فأصبح هذا المنهل يحتذى به بالإشارة إليه والأخذ عبر المراحل القادمة من مراحل الصراع ( الإقليمي والدولي ).
إن هذا الأديب الكبير يتميز أنه يقول الأشعار الموزونة ومن التراث ( العتابا، دلعونا، الزجل ) حيث أنه شارك في لقاءات كثيرة كرجل من رجال الشعراء المخضرمين، وزادته النكبة قوة وتصميماً على تأدية الرسالة، ورغم صغر السن، فكأنه ترعرع في فلسطين ومولع بالوطن وبثقافته وتراثه الحضاري.
أحيي هذا الشاعر على هذه الروح المهمة والقوية، وأشد على يده إلى الأمام وآمل من الأخوة القارئين دعم حالة الإبداع المميزة هذه التي ستضع جيلاً قوياً مثابراً حراً ثائراً على الأعداء ولا تعرف الهوان، لتستفيد من هذه الحالة المتقدمة الأجيال المتعاقبة لتنظيم وتطوير الحياة وجدولة ما تفرزه من نظم حضارية عبر إبداعات فنية وثقافية وأيضاً العودة إلى الأزمان التاريخية السابقة والغوص في أعماقها واستخلاص إبداعاتها الثقافية والتراثية وإضافتها على جداول التراث الحضاري والثقافي بطريقة علمية متقدمة وفائقة تسمح بمشاركة الشعب والأمة فيه بمختلف فئاتها وصنوفها وتعدداتها والتي تتناسب مع المراحل المختلفة القادمة.
ادعموا هذا المنهل والمرجع الفكري والأدبي المميز، فاسمه طاهر وقوله شجاع ولولا ضعف حالته المادية لكان أشد بأساً من فارس يحمل السيف، فأف وألف أف على الخونة والجواسيس وقطاعين الطرق والمتسلقين والسارقين وخائني الأمانة وضعاف الأنفس وآكلي مال اليتيم وعلى الظالمين فحكم الله عليهم قريب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور/ كمال مدحت
27/11/2008م
(باب الحب)
(يا مقلتي) (البحرالرجز)
يَا مُقْلَتِي لا تَذْرِفِي بِالصَّبِّر، عَلَى مُحِبٍّ لا يَجُوْدُ بِالحُبِّ، يَا فُؤَادِي لا تُبْدِ فِعْلاً، لِحَبِيْبٍ بَاعَ الحُبَّ كَالحَبِّ، يَا خَيَالِي لا تُعِدْ لِي مَشْهَدَاً، يُذَكِّرُنِي بِمَنْ جَاءَ فِي خُطَبِي، يَا لِسَانِي لا تُرَدِّدُ جُمَلَهُ، كَتَبْتُهَا عِنْوَانَاً فِي صَخَبِي، لَوْ كَانَ عَهْدُهُ لِي نَسَبَهُ، عَهْدُ المُرَاوِغُ فِي مُوْشٍ وَفِي كَذِبِ، مَتَّى تَعَوَّدَ وَفِيَّاً مُخْلِصَاً، حَيْثُ الوَفَاءُ شِيْمَةَ العَرَبِ، أُحِبُّكِ حُبَّاً بَعِيْدَاً حَدَّهُ، وَحُدُوْدُهُ خَارِجُ أَبْعَدِ القُطْبِ، وَلَنْ أَنْسَ مَا حَيَيْتُ زَمَانَهُ، مُنْذُ الوِلادَةِ لَوْ كُنْتُ فِي التُّرَبِ، وَضَعْتُكِ مَكَانَاً عَلِيَّاً شَأْنَهُ، بِالقَلْبِ حَتَّى أَجْهَدْتُهُ بِالتَّعَبِ، وَتَحَمَّلْتُ كَثِيْرَاً فِي نَيْلِ رِضَاكِ، وَبَخِلْتِ بِالحُبِّ عَلَى مَنْ تُحِبِّي، أَقُوْلُ بَيْنَ الدُّمُوْعِ مُتَسَائِلاً، أَتَهْجُرُنِي بِلا غَدْرٍ وَلا سَبَبِ، رَعَاكِ اللهُ بِكَامِلِ عَفْوِهِ، وَحَمَاكِ فِي شِدَّةِ الكَرْبِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيت حانون/ فلسطين//1/1/1965
(يا أحلى لقاء) (البحرمجزوء الكامل ,الخفيف، الهزج ,الرجز)
رَأَيْتُكِ بَعْدَ حين قِصَّةٍ بِقَلْبِكِ تَكْتُمِيْنَ وَحُبَّاً يَتِيْمَاً تَقْتُلِيْنَ، أَلَمْ يُوْصِ اللهَ بِالسَّائِلِيْنَ؟ وَأَيُّ جَرْحٍ تُضَمِّدِيْنَ بَعْدَ مَا فَاتَتْهُ السِّنِيْنَ، أَيَعِيْشُ غُصْنٌ دُوْنَ غَرْسٍ بِالطِّيْنِ؟ أَيَنْمُو طِفْلٌ دُوْنَ حُبٍّ وَحَنِيْنٍ؟ أَيَطِيْرُ طَيْرٌ دُوْنَ زَوْجِ الجَنَاحِيْنِ؟ وَلِمَا تَسْأَلِيْنَ، مَاذَا تَقْصُدِيْنَ؟ حِيْنَ عَنِّي تَعْرِفِينْ، أَقُوْلُ أَنِّي فِي بِئْرٍ جَفَّفَتْهُ الشَّارِبِينْ؟ أَمْ أَقُوْلُ مَرِيْضَاً زَادَهُ الجُرْحُ أَنِيْنَاً؟ أَمْ أَقُوْلُ مَاذَا حِيْنَ تَسْأَلِينْ؟ ضَاعَتْ الابْتِسَامَةُ وَالقَلْبُ حَزِيْنٌ، وَلِمَ المَلامَةَ وَعَيْنَيْكَ أَقْوَى مِنَ السِّكِّيْنِ؟ أُجَارِيْكِ وَيَا لَيْتَكِ تَشْعُرِينْ، وَلَكِنْ، وَفَرَّ دَمِي يَا لَيْتَكِ لِحَالِي تُشْفِقِينْ، لا أُرِيْدُ مِنْكِ عَطْفَاً يَذْبَحُ أَعْصَابِي وَتَشْتَكِينْ، لا أُرِيْدُ مِنْكِ حَلاً، فَأَيَّ حَلٍّ سَتَطْرَحِيْنَ إنْ كُنْتِ مُشْكِلَتِي فَكَيْفَ مِنْ نَفْسَكِ تَتَخَلَّصِينْ؟ مَاذَا أَكْتُبُ قَدْ جَفَّ حِبْرِي وَبَقِيَ الأَنِيْنُ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ح/ احمد//2501//8/10/2004
بيت/حانون/فلسطين//14/3/1966
(منتهى الحب) (بحرالهزج)
أُحِبُّكِ مَا دَامَ القَلْبُ يَخْفِقُ، وَالدَّمُ فِي جَسَدِي يَتَحَرَّكُ، أُحِبُّكِ طَالَمَا القَمَرُ يَشِعُّ، وَالشَّمْسُ تَلْمَعُ فَوْقَ خَدَّيْكِ، أُحِبُّكِ حُبَّ الشَّجَرِ لِثِمَارِهَا، وَحُبَّ المِيَاهِ لِمَجْرَاهَا، وَحُبَّ الأَقْلامِ لِقُرْطَاسِهَا، وَحُبَّ الطُّيُوْرِ لأَعْشَاشِهَا، وَحُبَّ الأَمْطَارِ لأَنْهَارِهَا، وَحُبَّ الخَدِّ لِلقُبْلَةِ، وَحُبَّ القَوْسِ لِلنِّبْلَةِ، وَحُبَّ اليَدِ لِلمْسَةِ، وَحُبَّ الأُذُنِ لِلهَمْسَةِ، وَحُبَّ العُوْدِ لِلوَتَرِ، وَحُبَّ النَّارِ لِلجَمْرِ، وَحُبَّ اللَّيْلِ لِلقَمَرِ، وَحُبَّ الشَّمْسِ لِلفَجْرِ، وَحُبَّ النَّحْلِ لِلزَّهْرِ، وَحُبَّ العَيْنِ لِلنَّظَرِ، وَحُبَّ الجِنِّ لِلسِّحْرِ، وَحُبَّ اللهِ لِلبَشَرِ، وَحُبَّ الكَاتِبِ لِلشِّعْرِ، وَحُبَّ الأَنْفِ لِلعِطْرِ، وَحُبَّ القَلْبِ لِلسِّرِّ، يَا حُبِّي وَيَا عُمْرِي أَنْتِ سِحْرِي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احمد//2479//7/5/2004
ميناء غزة/ فلسطين//28/3/1966
(نجوم الليل) (بحرمن الرمل)
لا تُصَدِّقَ دَمْعِي المِهْرَاقَ، فَأَنْتِ كَنُجُوْمِ اللَّيْلِ بَاقٍ، وَقَلْبِي يَنْشِدُ إلَيْكِ عَلِيْلاً، فَلا نَامَتْ أَعْيُنَ العُشَّاقِ، حُبِّي إلَيْكِ كَمُلْتَقَى الشُّطْآنِ، فِيْهِ الدَّلالُ، وَفِيْهِ كُلَّ الأَمَانِ، وَسَيَبْقَى دَائِمَاً يَا حَبِيْبِي حُبَّنَا، لَيْسَ كَمِثْلِهِ بِالحُبِّ حُبٌّ ثَانِ، يَا شَاغِلِي بِالحُبِّ الأَمِيْنِ، وَيَا أَمَلِي بِالعِشْقِ الخَلِيْلِ، أَنْتِ يَا مَنْ كُنْتِ دَوْمَاً، بَدْرُ لَيْلِي يَا شَمْسَ الأَصِيْلِ، يَا طَوِيْلَ العُمْرِ قُلْ أَيْنَ المَسِيْرِ، فَأَنْتِ الحَيَاةَ، وَأَنْتِ فِيْهَا الضَّمِيْرُ، فَيَا نُجُوْمَ اللَّيْلِ اشْهَدِي، إنَّهُ حُبِّي الأَوَّلَ وَالأَخِيْرَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمود/بيت حانون/فلسطين//13/9/1966
(لمن أحيا بعدك) (البحرالكامل)
الغِنَى فِي نَظَرِي هُوَ حُبُّكِ ، وَالفَقْرُ فِي دُنْيَايَ هُوَ بُعْدُكِ ، دُسْتُورِي الذِّي أَتَّبِعُهُ هُوَ طَيْفُكِ ، وَأَنَا وِجِدْتُ عَلَى الأَرْضِ لأَجْلِكِ ، فَمَا نَفْعُ حَيَاتِي بَعْدَكِ ، وَمَا نَفْعَ غِنَائِي بَهَجْرِكِ ، وَمَا نَفْعَ صَوْتِي لِغَيْرِكِ ، وَمَا هِيَ سَعَادَتِي بِفُقْدَانِكِ ، وَلِمَنْ أَضْحَكْ إنْ لَمْ يَكُنْ لأَجْلِكِ ، وَمَنْ أُدَلِّعَ إذَا لَمْ أَدَلِّعَكِ ، وَمَنْ أَهْوَى إذَا لَمْ أَهْوَاكِ ، قَدْ أَنْسَى رُوْحِي وَلا أَنْسَاكِ ، وَلا أَظُنُّ أنَّ قَلْبِي لا يُشْبِهُكِ ، فَأَنْتِ دَائِي وَدَوَائِي وَصُبْحِي وَمَسَائِي ، وَأَنْتِ كُلُّ مَا فِي دُنْيَايَ وَفَضَائِي ، وَأَنْتِ ، أَنْتِ مُنَايَ وَكُلُّ هَنَائِي ، وَأَنْتِ اللَّهِيْبُ الصَّادِرَ مِنْ أَعْمَاقِي ، فَلا تَتْرُكِينِي فَأَنْتِ قَدَرِي ، وَأَنْتِ شَرِيْعَتِي وَقَضَائِي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيت حانون/فلسطين//5/1/1967
(البدر) (شعرشروقي)
سِرْ خَلْفَ البَدْرِ اتْبَعَهُ، وَأَعِدَّ خُطَاهُ خُطْوَةً خُطْوَةً، وَدُوْنَ مَوْعِدٍ سَابِقٍ مِنْهَا، لَكِنَّهُ قَدْ صَارَ صُدْفَةً، رَأَيْتُ الجِسْمَ يُدَاعِبُ لِبْسَهَا، وَالشَّعْرُ مَصْفُوْفٌ جَدْلَةً جَدْلَةً، وَفَاةٌ بِاسْمٍ كَادَ يَقْتُلَنِي، فَدَقَّ قَلْبِي خَفْقَةً خَفْقَةً، فَقَدْ شَمَمْتُ نُسَيْمَاتَ الهَوَاءَ لأَنَّهَا لَمَسَتْ بِهَا لَمْسَةً، عَيْنَايَ تَجُوْلُ بِأَعْمَاقِ عَيْنَيْهَا، وَمِنْ شِفَاهِي قُلْتُهَا هَمْسَةً، يَا غَزَالاً فِي فُؤَادٍ شَارِدٍ، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَاكَ بُرْهَةً، أَوْ تَجُوْدِي مِنْكِ بِمَوْعِدٍ، أُعْطِيْكِ رُوْحِي وَعُمْرِي كُلَّهُ، لا تَلُوْمِي قَلْبَاً إنْ عَشِقَ، فَالعِشْقُ صَعْبٌ وَالحُبُّ عِلَّه، فَقُوْلِي مَلاكٌ، مَا العَمَلُ، فَقَلْبِي بَاتَ مِنْ نَارٍ مُؤْصَدَةٍ، إنْ رَدَّتْ هَوَايَ فَأُجْزِي، وَإنَّ هَجَرْتِي فَأَنْتِ حُرَّةً، سَأَكُوْنُ إلْهَامَكِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ، فَانْطِقِي مِنْ شِفَاكِ بِكَلِمَةٍ يَا مُعَلِّمَة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ح/مصطفى//2478//30/4/2004
بيت حانون/فلسطين//3/2/1967
(الحب الضائع) (البحرمجزوءالخفيف)
سَفَـرُ حُبِّــكَ سَفَــرٌ كَيْ أَلِجُ إلَى أَعْتَابِ أَبْوَابَكَ
التِّـي فِيْهَــا العِبَــرُ وَالمُثُوْلُ العَذْبُ بَيْنَ يَدَيْكَ
شَبَهُ حَدٍ فِي امتِدادٍ وَحسرْ سِرُّ إِلْغَاءٍ فِـي حُضُـوْرِ
فِيْهِ وَجْهُكَ يَسْمُو فِي حَذَرٍ يَــا نَبْـعَ المُتْعِبِيْــنَ
وَقُبْلَـةُ كُـلَّ العَاشِقِيْـنَ فَمَتَى يُمْكِنْ أَنْ أَشْكِــو
فــَأنــت عــنـدي أحـــل الــبــشر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيت حانون/فلسطين//5/2/1967
(لا تحزن) (البحرمجزوءالكامل,الخفيف،الهزج،الرجز)
أَنَا، أَيْنَ رَأَيْتُ القَمَرَ، رَأَيْتُهُ وَاقِفَاً عَلَى البَابِ، رَافِعَاً يَدَهُ عَلَى خَدِّهِ، سَارِحَاً مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ يَعِدُّ نُجُوْمَ الفَضَاءِ، يُفَتِّشُ مَا بَيْنَ النُّجُوْمِ عَنْ خِلِّهِ الذِّي سَافَرَ مِنْ زَمَنٍ وَلَمْ يَقُلْ لَهُ، أَيْنَ أَنْتَ يَا حَبِيْبَ القَلْبِ وَالرُّوْحِ ، أَنْتِ الدَّوَاءُ لِلقَلْبِ المَجْرُوْحِ، وَحُبُّكِ النُّوْرُ الذِّي فِي عُيُوْنِي التِّي لا تَرَى سِوَى جَمَالَكِ، قُلْتُ لَكِ لا تُسَافِرِ وَلا تَبْعُدِ عَنِّي وَتَذْهَبِ، يَا شَمْعَةً مُنَيرة فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ وَأَصْحُو وَتَظُنِّ أَنِّي لَنْ أُقَابِلُكِ مَهْمَا غِبْتِ، وَمَهْمَا بَعُدْتِ يَا دَوَاءَ قَلْبِي العَاشِقِ المَلْهُوْفِ، وَفِي لَيْلَةِ عِيْدِي وَعِيْدِكِ يَا حَبِيْبَتِي لأَرْقُصُ وَأُغَنِّي وَأَجُوْدُ الطَّرَبَ وَالمَوَاوِيْلِ لِعُيُوْنِكِ أَجْمَلَ عُيُوْنٍ، وَأَقُوْلُ الأَشْعَارَ كَبُلْبُلٍ فَوْقَ الأَشْجَارِ أَوْ هِزَارِ أَوْ كَنَارٍ فِي أَجْمَلِ الأَقْمَارِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيت حانون/ فلسطين//14/3/1967
(هجرتي) (البحرمجزوءالخفيف)
بَاتَ قَلْبِي فِي شُجُوْنٍ حِيْنَ هَجْرِكِ طَالَ عَنِّي، وَسَالَ دَمْعِي مِنْ عُيُوْنِي، وَالهَمُّ قَضَّ أَوْتَارَ فَنِّي، وَكُنْتُ أَشْكِي اللَّيَالِي، اللَّيْلُ صَارَ يَشْكُو منِّي، لأَجْلِكِ عَانَيْتُ دَوْمَاً فَمَا قَصْدُكِ مِنَ التَّجَنِّي، قَدْ كُنْتُ لِلوَرْدَاتِ عُقْدَاً، وَصِرْتُ لِلأِشْوَاكِ أَجْنِي، قَدْ كُنْتِ رَمْزَاً لِلوَفَاءِ وَاليَوْمُ فِيْكِ خَابَ ظَنِّي، وَمِنْكِ الوَجْدَ مَهْمُوْمَاً وَأُحِبُّكِ مِنْ صِغَرِ سِنِّي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ح/وسيم//2479//7/5/2004
بيت حانون/ فلسطين//23/4/1967
(لجة الماضي) (االبحرقريب من الهزج)
عَاشِقٌ وَالعُيُوْنُ مُثْقَلَةٌ بِالكَرَى، وَالدَّمْعُ يَجْرِي عَلَى الخُدُوْدِ، وَالقَلْبُ حَزِيْنٌ مُوَدِّعٌ أَيَّامَ الهَنَا وَالهَوَى، وَالفِكْرُ يَهْجِسُ بِتَرَانِيْمِ أَنِيْنِ الجِرَاحِ وَالكَرَى، وَالحُبُّ بَاتَ طَيْفَهُ يَلُوْحُ كَأَشْبَاحٍ تَهْجُرُ الظُّلْمَةَ وَالغَوَى، وَالصَّرْحُ بَاتَ ضَعِيْفٌ كَالغُيُوْمِ تَتَلاشَى رُوَيْدَاً وَنُهَى، مُتَصَلِّبٌ مَهْزُوْزُ الرَّوْعِ وَالخُطَى وَالهُمُوْمُ تَدَاخَلَتْ، وَعَانَقَتْ الشَّوْقُ نِيْرَانَاً وَلَظَى، وَبُسْتَانُ الحَبِيْبِ قَلِيْلُ الأَثْمَارَ وَالشَّذَى، وَطُيُوْرُ الهَوَى هَجَرَتْ الأَعْشَاشَ لا تَهْوَى الغِنَى، لَمْ يَبْقَ سِوَى الأَطْلالَ وَغُرْبَانَ الذَّرَى، فَنَصَبْتُ مَضَارِبِي وَلَمْ يَكُنْ سِوَايَ فِي العَرَى، فَالبُعْدُ مَا هَوَيْتُ خُسَارَةً وَهَزِيْمَةً وَغَوَى، وَالسُّكُوْنُ قَرِيْحَةٌ تُعِيْدُ لِلخَيَالِ نِصَابَ العَقْلِ مُرْتَقِي، فَكَأْسُ المَرَارَةُ مَدَامَهُ يَحْلُو لِلنَّاسِكِ التَّحْلِيْقَ ظُهْرَاً وَمَسَى، وَالبُعْدُ يُرِيْحُ البَالَ مِنْ هُمُوْمِ السَّفَرِ عِتْقَاً وَفِدَا، وَسِحْرُ الحَيَاةِ البُعْدُ عَنْ الخَيَالِ وَامْتِطَاءِ أَعْنَانِ الوَاقِعِ مُنْتَدَى، وَبِحُلْمِ الفَارِسِ مُعَانِقَةً الطَّبِيْعَةَ زُهُوْرٌ وَأَشْجَارٌ وَقَنَى، يَلْثِمُ الشِّفَاهَ تَجْرُبَةً بِطَلٍّ يُبْعِدُ السُّهْدَ وَالضَّجَرَ مُفْتَدَى، فَهَلْ مَنْ يَمْلِكُ الأَرْضَ وَيُعَانِقُ السَّمَاءَ مُنْتَهَى، فَهَلْ مِنْ مُشَمِّرٍ لِلصُّعُوْدِ بِهِمَّةٍ وَعَزِيْمَةٍ وَقُوَى؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيت حانون/ فلسطين//5/9/1967
(شوقي) (البحرمجزوءالهزج)
بَعْدَ الجَدِّ وَالوَعْدِ كَيْفَ القَلْبَ يَنْسَاهَا، وَبَعْدَ خِيَانَةِ العَهْدِ كَيْفَ الرُّوْحَ تَهْوَاهَا، سَالَتْ دُمُوْعَكِ عَلَى الخَدَّيْنِ مَجْرَاهَا حَتَّى غَدَتْ وُرُوْدَ الخَدِّ مِنْ شُطْآنِ ذِكْرَاهَا، سَيَشْكُو الطَّيْرُ لِلغُصْنِ حِرْمَانَ لُقْيَاهَا وَشَوْقُ الخَدِّ لِلزِّنْدِ مَا فَاضَ عَيْنَاهَا، يَا جَرْحَةَ القَلْبِ كَمْ قَبِلَتْ رَحَايَاهَا، هُوَ الحُبُّ يَرْمِيْكَ فِيْهِ حُسْنَاهَا، مَا أَضْعَفَ الأَبْطَالَ وَسِتَّ الحُسْنِ تَلْقَاهَا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ف/وسيم//1051//7/10/2002
بيت حانون/فلسطين//15/11/1967
(لحظة وداع) (البحرالكامل)
تَجُوْلُ بِنَا الأَيَّامُ فِي لَحَظَاتِهَا، وَتَلْعَبُ بِنَا الأَقْدَارُ دُوْنَ تَنْبِيْهٍ، وَالآلامُ فِي الوَدَاعِ يَهْطِلُ دَمُهَا، وَالأَبُ يَحْزَنُ حِيْنَ يُفَارِقَهُ بَنُوْهُ، وَالصَّدِيْقُ بِالأَحْضَانِ يَلْقَى بِصَاحِبِهِ، وَالأَخُ مِنَ البُعْدِ يُصِيْبُهُ التِّيْهِ، بِالأَمْسِ وَدَّعْتُ مِنَ اليَوْمِ قَاصِدَاً، وَاليَوْمُ مُوَدِّعُ مَنْ انْتَظَرَنِي، لا تَعْجَلْ عَلَى شَيءٍ وَإِنْ طَالَ زَمَانَهُ، فَكُلُّ آتٍ قَرِيْبٍ، وَالمَوْتُ بَعْدَ الكُلِّ يَأْتِيْهِ، وَلا تَفْرَحْ حِيْنَ يَضْحَكْ لَكَ الدَّهْرُ، فَخَلْفَ ضِحْكَتِهِ يَحْمِلُ تَأْوِيْهِ، الحَيَاةُ حُلُمٌ تَصْحَى حِيْنَ فِرَاقَهَا، وَالمَوْتُ يَقَظَةٌ إِذْ نَفْهَمُ مَعَانِيْهِ، عِشْ لِدُنْيَاكَ وَابْنِي فِي مُرُوْجِهَا، وَلا تَنْسَ آخِرَةً فِيْهَا حِسَابٌ لِمَاضِيْهِ، عِشْ رَافِعَ الرَّأْسِ وَامْشِ بِعِزَّةٍ، وَعَقْلُكَ بِحُسْنِ العِلْمِ عَلِّمْهُ وَنَمِّيْهِ.
تَجُوْلُ بِنَا الأَيَّامُ فِي دَوَرَانِهَا، وَتَلْعَبُ فِي تَقْدِيْرِنَا مَا نُخْفِيْهَا، وَإِذَا الزَّمَانُ وَلَّ بَعْدَ فَرْحَةٍ، يَكُوْنُ نَحِيْبَاً دَائِمَاً فِي مَآقِيْنَا، فَيَا صَاحِبِي القَلْبُ لا تَسْأَلَنِي، فَإِنِّي سَقِيْمٌ زَائِدٌ فِي مَآسِيْنَا، وَدَاعَاً بِأَمْسٍ مَعْ شُجُوْنِ شَكْوَى، وَلَوْ كَانَتْ الشَّكْوَى لِغَيْرِهِ تُؤَدِّيْنَا، إِلا الرُّجُوْعَ أَدْعُو مَحَبَّةً، بِحَيْثِ تَكُوْنُ الذِّكْرَيَاتِ سَالِيْنَا، فَعَيْشِي هَبَاءٌ بَعْدَ تَفْرِيْقٍ جَمَّعَنَا، جَفَافٌ وَقَحْطٌ حَلَّ فِي بَوَادِيْنَا، لدنياكُ عِشْ ذَاكِرَاً مَا يُقَرِّبُنَا، فَمَا جَمْعُنَا إِلا هَنَاءً يُوَافِيْنَا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سويمه/الاردن//19/11/1968
(حديث الروح) (البحرالوافر)
أَيَّامُنَا تَعْدُو كَالثَّوَانِي، حَتَّى كَادَتْ حَبِيْبَتِي تَنْسَانِي، أَلا تَدْرِيْنَ قَلْبِي بِحُبِّكِ كَمْ يُعَانِي، أَلا تَدْرِيْنَ مَاذَا يَقُوْلُ وَيَتَحَدَّثُ عَنْكِ وَكَيْفَ الأَيَّامُ فَرَّقَتْنَا وَالبُعْدُ أَضْنَانِي، أَخَذَنِي بَعِيْدَاً عَنْ شَاطِئِ قُرْبِكِ وَخَلانِي، حَرَمُوْنِي النَّوْمَ وَالفَرَحَ وَزَعْزَعُوا كَيَانِي، وَتَرَكَنِي وَحِيْدَاً مَعَ اللَّحَظَاتِ مَفْتُوْنَ الجِنَانِ، فَيَا لَيْتَ الأَيَّامَ تَجْمَعُنِي بِكِ، كَيْ أُعَبِّرُ لَكِ عَنْ حَنَانِي، انْظُرِي إِلَى السَّمَاءِ وَاسْأَلِيْهَا كَمْ شَكَيْتُ لَهَا أَحْزَانِي، اسْأَلِي ضُلُوْعَكِ أَنِّي كُنْتُ أَدْفِنُهَا بِحَنَانِي، وَسَلِي عَيْنَيْكِ التِّي ذَرَفَتْ الدَّمْعَ لِفُرَاقِي، وَهُجْرَانِي سَلِيْهُمْ، سَلِي نَفْسَكِ كَمْ أُحِبُّكِ فَلا يُوْجَدُ لَكِ ثَانِ، وَمَهْمَا كُنْتُ فَرَسَاً قَوِيَّاً، فَحُبُّكِ يَا رُوْحِي كَانَ عَنَانِي، وَلا أَسْتَطِيْعُ التَّشَرُّدَ وَالتَّغَرُّبَ، أَوْ الذِّهَابَ لأَيِّ مَكَانِ، إِلا بِإِذْنِ عَيْنَيْكِ يَا حَبِيْبَتِي وَيَا وِجْدَانِي، فَآهٍ مِنَ الأَيَّامِ وَآهٍ مِنَ الأَزْمَانِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سد الكفرين/لاردن//27/2/1968
(حبيبي كالنسيم العليل) (البحرالطويل)
طَبِيْبُ الهَوَى نُسَيْمَاتٌ هَلَّ عَبِيْرُهَا كَوَمِيْضِ بَرْقٍ فِي السَّمَاءِ مَشْهُوْدُ
قَدْ أَجْمَعَ الخِلانُ بِأَنَّكَ مِنْ قَفِيْرِهَا تَلُوْغُ الشَّهْـدَ بِشَمْعِـهِ المَعْهُـوْدُ
فَيَا حَبِيْبِي أَنْتَ، أَنْـتَ هَوِيَّتِـي وَأَنْتَ عِنْدِي بَيْنَ الضُّلُوْعِ كَامِـدُ
وَأَنْتَ فِي غُرْبَتِي تُؤَانِسُ وِحْدَتِي وَأَنْتَ فِي مِحْنَتِي سَتَبْقَـى نَجْـدُ
لَكَ الحُرِّيَّةُ يَا أَسْمَى خَوَاطِـرِي وَلَكَ العَهْدُ مَكْتُوْبَاً عَلَـى فُـؤَادِ
هَذِهِ الكَلِمَاتُ مِنْ عُمْقِ مَشَاعِرِي وَمَشَاعِرِي تَعْبِيْرَاً عَنْ مَدَى جَدِّ
لا أُغَالِي فِـي حَدِيْثِـي فَإِنَّنِـي وَاضِحٌ فِي خَفَايَا قَلْبِي وَغَمَـدِ
وَأُقْسِمُ بِاللهِ الذِّي أَبْـدَعَ الخَلْـقَ بِأَنَّكَ عِنْوَانُ كُلَّ حُـبٍّ وَمَجْـدِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِغداد/العَراقَ//19/4/1968
(زماني) (البحرالخفيف)
يَا زَمَانِي لا تُعَذِّبُنِي دَعَنِي أَعِيْشُ عَلَى أَمَلِ، لا تُبْعِدُنِي عَنْ حَبِيْبِي فَأَقْضِي العُمْرَ فِي مَلَلِ، وَنَارُ الجَمْرِ فِي قَلْبِي وَبَاتَ الجِسْمُ فِي عَلَلِ، شَوْقِي إِلَيْكَ يَدْفَعُنِي، فَأَنْتَ بَاعِثُ الأَمَلِ، مَا كَانَ حُبُّكَ عَنْ طَمَعِي وَمَا مَصْدَرُهُ عَنْ جَهْلِ، أُحِبُّكَ مِنْ سَنَا شَوْقِي وَحُبُّكَ أَقْوَى مِنْ الجَبَلِ، وَقَعْتُ بِحِيْرَةٍ أَجْنِي مَاءَ الحُبِّ فِي سَلَلِ، وَكَانَ الشَّوْقُ يَقْتُلَنِي وَعُمْرِي يَمْتَصُّ عَلَى عَجَلِ، كُنْ صَدِيْقَاً يَا زَمَنِي، أَنَّنِي مُتْقِنُ العَمَلِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمان/الاردن//4/8/1968
تعليقات
إرسال تعليق